حملت سفينة تايتانيك والتي غرقت القرن الماضي الكثير من المآسي ليس للضحايا، إنما للأحياء أيضًا. “ماسابومي هوسونو” كان الياباني الوحيد الذي نجا من هذه الكارثة، حيث كان معه عدد من المسافرين اليابانيين الآخرين.
لكن حصل له ما لم يتوقعه على الإطلاق، فبدل
من أن يتم استقباله بحفاوة في وطنه، فقد طُرد من عمله لأنه في نظر
اليابانيين شخصًا جبانًا، نجا ولم يمت مع المسافرين الآخرين.
كان هوسونو موظفًا يعمل في وزارة النقل
اليابانية، وقد سافر عام 1910 إلى روسيا لعمل بحث عن شبكة السكك الحديدية
المركزية هناك. وفي رحلة العودة إلى بلاده سافر على متن سفينة تايتانيك في
العاشر من شهر أبريل عام 1912. وفي يومي الرابع عشر والخامس عشر من نفس
الشهر، وهي الأيام التي شهدت غرق السفينة كان هوسونو قادرًا على النجاة
بنفسه من الكارثة.
وحين عاد إلى اليابان، فَقَدَ عمله، كما أن
الصحافة اليابانية ساهمت في تشكيل صورة سلبية عنه فعاش منبوذًا. فهو في نظر
اليابانيين إنسان جبان أنقذ نفسه ولم يهتم بإنقاذ النساء والأطفال ليموت
موتًا مشرفًا! حتى أن كثيرًا من الصحف والرسائل التي وصلت إليه طالبته
بالانتحار. وقد أعيد إلى عمله لأن الحكومة لم تكن قادرة على تمويل مشاريع
جديدة لتدريب الخبرات في الخارج، وظل في عمله حتى وفاته عام 1939. توفي لكن
العار لم يمت معه، والذي لاحق عائلته لعشرات السنين!
الإبتساماتإخفاء