قد تكون مهنة الاستكشاف في مياه المحيطات والبحار من أكثر الوظائف
المخيفة والمثيرة للاهتمام في ذات الوقت. وقد اكتشف الباحثون أعظم
الاكتشافات تحت المياه، منها مدنًا وقرى غارقة، وطرقًا مختلفة لكنها بقيت
اكتشافات غامضة لم يُعرف سبب بنائها أو وجودها.
طريق بيميني، جزر البهاما
خلال رحلة استكشاف في ساحل جزيرة بيميني عام 1968 عثر مجموعة من الأشخاص
على ما يشبه الرصيف في قاع المحيط، يمتد على عمق خمسة أمتار. سُمي بعد ذلك
بطريق بيميني، ويمتد على مسافة 0.8 كيلومتر، ويتكون من مجموعة من الحجارة
المستديرة مختلفة الأحجام والأشكال، يمتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب
الغربي على طول قاع المحيط من الساحل الشمالي لبيميني في جزر البهاما.
وهناك أدلة على أن هذه التشكيلات ليست من صنع الطبيعة، إنما من صنيع
البشر. لكن ما سبب هذه التشكيلات الحجرية؟ وما الاستخدامات التي بنيت
لأجلها؟ وما السبب الذي يجعلها الآن في قاع المحيط؟ يشبه تشكيل نهاية
الطريق الحرف “J”. ويعتقد أن عمر هذا البناء 2000 عام. وتشير بعض التفسيرات
بأن البناء إما كان طريقًا أوبناء لمعبد، لكن يبقى الغرض الذي بني من أجله
الطريق، وسبب تشكله غامضًا.
مدينة هرقليون، مصر
اختفت مدينة هرقليون قبل 1200 سنة، وهي واحدة من أعظم المدن الساحلية في
مصر تحت البحر الأبيض المتوسط. ولم يبحث عنها أحد، وربما كانت القصة نوعًا
من الأسطورة، ذُكرت فقط في النصوص القديمة. لكن ولحسن الحظ حين ذهب عالم
الآثار الفرنسي “فرانك جوديو” يبحث عن سفن حربية فرنسية غارقة منذ القرن
الثامن عشر، عثر على تمثال ضخم لوجه وهو ما قاد لاكتشاف “مدينة هرقليون”
والتي اعتٌقد أنها أسطورة لسنين طويلة.
وقد تم العثور أيضًا على 64 سفينة مدفونة في الوحل، وتماثيل طويلة.
ويُعتقد أن المدينة غرقت كنتيجة لارتفاع منسوب مياه البحر، أو ربما بسبب
موجة مد وجزر، أو زلزال. ويعتقد العلماء أن البحوث قد تستمر لأكثر من 200
لمزيد من الاكتشافات لهذه المدينة الغارقة.
دوجيرلاند، أطلانطس المفقودة في بريطانيا
خلال العصر الجليدي كانت أوروبا متصلة بجزيرة بريطانيا العظمى عبركتلة
كبيرة من اليابسة، والتي غرقت فيما بعد بسبب ارتفاع منسوب المياه. وتُعرف
هذه اليابسة باسم “دوجيرلاند” والتي كانت مثار جدل لآلاف السنين. وكان
الاكتشاف عام 1931 حين سحبت سفن شحن عابرة قرون وعل شائكة، وبعد الفحص تبين
أن هذه القرون ترجع للفترة التي كانت دوجيرلاند فوق مستويات سطح البحر.
وبعد ذلك كانت هناك مجموعة من الاكتشافات في دوجيرلاند بما فيها من ماموث
وأسد، وأدوات تعود لتلك الحقبة الزمنية.
فطريات قديمة
في عام 2011 اكتشف العلماء مجموعة من الفطريات القديمة التي تعود لأكثر
من 100 مليون سنة في المحيط الهادي. ويبقى السؤال اللغز كيف استطاع الفطر
أن يبقى على قيد الحياة في الرواسب التي لم يبق فيها أي من العناصر
الغذائية؟؟ وقد بقيت تغذي الفطر لآلاف السنين. واكتشف العلماء أنها فطريات
من جنس البنسيليوم والتي قد تكون مفيدة لمضادات حيوية تساعد في مشكلة
البكتيريا المقاومة للعقاقير. وأبدى العلماء اهتمامًا في هذا الاكتشاف بما
يعادل أهمية اكتشاف البنسلين للبشر.
كتلة حجرية في بحر البلطيق
اكتشفها فريق بحث سويدي عام 2011، وهي عبارة عن تشكيل صخري دائري، قطره
يصل إلى 60 مترًا، وُجد على عمق 90 مترًا في بحر البلطيق. وحتى اليوم قام
الفريق برحلتي استكشاف، وفي المرة الثانية وجد الفريق ما يشبه الدرج،
وثقبًا أسود مستديرًا قاد مباشرة إلى البناء. وتوجد العديد من النظريات عن
هذا الاكتشاف الغامض.
ويرى الباحثون أنها تشكيلات من صنع الإنسان، فقد تكون مخلفات من سفن
حربية قديمة. ويرى البعض أنها من صنع الطبيعة نتيحة حركة تيارات المحيط،
وحركة الأسماك التي كانت سببًا في تشكل هذا التشكيل الهندسي. وتبقى هذه
الكتلة الحجرية لغزًا يحير العلماء.
الإبتساماتإخفاء