فرضت الحرب العالمية الثانية أوزارها بما خلّفته من خسائر مادية وبشرية هائلة، والانقسام بين معسكري الشرق والغرب. فكان الخوف كبيرًا من هجوم سوفييتي وشيك، فتعددت الخيارات لدى الجيش البريطاني بين الأسلحة التقليدية أو القنابل النووية. وكان الخوف يسيطر على العسكريين في بريطانيا من قدرة الاتحاد السوفييتي على إدخال الصواريخ المتطورة إلى داخل الجزر البريطانية.
استطاعت ألمانيا خلال الحرب العالمية
الثانية قصف بريطانيا بعشرات الآلاف من الطائرات التابعة لسلاح الجو
الألماني، ومقذوفات جوالة من السفن الحربية، والصواريخ البالستية التي كانت
تُطلَق من مواقع من فرنسا وهولندا. وكان التفكير لدى بريطانيا بسياسة
الأرض المحروقة، فالأسلحة النووية لن تمنع قوات الاتحاد السوفييتي من
الوصول إلى البنية التحتية فقط، إنما ستجعل المناطق المحيطة غير صالحة
للسكن لبعض الوقت.
في يوليو عام 1957، طلب مجلس الجيش
البريطاني 10 من الألغام الأرضية النووية ضمن مشروعه العسكري النووي الذي
أطلق عليه “Blue Peacock” والذي كان يهدف لوضع ألغام أرضية نووية تزن 10
كيلو طن في السهل الألماني الشمالي، وفي حال قيام الاتحاد السوفيتي بالغزو
من جهة الشرق، فيتم التفجير بواسطة سلك أو موقت لمدة 8 أيام.
لكن مصممي القنبلة وجدوا أن هناك مشكلة،
تتعلق بالمكونات الحساسة للقنبلة والتي يجب الحفاظ عليها في درجة حرارة
معينة، أعلى بكثير من متوسط درجة الحرارة وسط أوروبا خلال فصل الشتاء.
فماذا كان الحل؟
كان المقترح غريبًا، فبما أن القنبلة تتميز
بمساحة واسعة من الداخل، فيمكن وضع حظيرة مليئة بالدجاج والبذور داخلها قبل
استعمالها. وفي مثل هذه الحالة قد يبقى الدجاج على قيد الحياة لمدة أسبوع.
حرارة جسم الدجاجة من شأنها أن تحافظ على درجة الحرارة المناسبة للقنبلة،
في حين أن الحظيرة ستعمل على منع الدجاج من التسلل إلى المعدات الداخلية
الحساسة.
لم تكن تلك فكرة أسلحة الطيور الوحيدة خلال
الحرب العالمية الثانية، فقد كانت صواريخ الحمام الموجه، وقنابل الخفاش
الفعالة. وتحت مخاوف الغبار النووي على الجوار وخاصة الدول المتحالفة، ألغت
لجنة سياسة الأسلحة التابعة لوزارة الدفاع البريطانية في فبراير عام 1958
مقترح الألغام الأرضية النووية.
ومن الجدير ذكره أن كل تلك المعلومات لم
تعرف بها العامة في بريطانيا، حتى رُفعت السرية عنها ووُضعت في معرض
الأرشيف الوطني البريطاني عام 2004.
الإبتساماتإخفاء