كارثة غرق السفينة تايتانيك واحدة من أشهر
الكوارث التي وقعت في مطلع القرن العشرين، فالسفينة كانت تحفة معمارية
مصممة ضد الغرق، فإذا بها تغرق في رحلتها الأولى، وغرق السفينة فاجعة حزينة
في حد ذاته، لكن الذي ضاعف من مستوى الحزن ومن حجم الفاجعة هو أنانية
الركاب الأثرياء الذين جعلوا أولوية ركوب قوارب النجاة لهم، ثم جعلوا
القوارب تنفصل عن السفينة وهي تحمل نصف حمولتها فقط، وذلك لأنهم كرهوا أن
تكون القوارب مكتظة فيمروا بالقليل من المعاناة.
أحد الأمور التي لم يتم التحدث عنها بإسهاب
في البرامج الوثائقية التي تحدثت عن الكارثة هو جبل الجليد الذي أغرق
السفينة التي لا تغرق، جرانت بيج الأستاذ بجامعة شيفيلد ينوي تسليط الضوء
على قاتل التايتانيك.
يقول الأستاذ جرانت إن هذا الجبل الجليدي
كان يبلغ طوله 122 متر، ووزنه 1.5 مليون طن، لحظة اصطدامه بالتايتانيك،
وأنه في الأصل كان جبلاً هائلاً يزيد وزنه عن 75 مليون طن، ويبلغ طوله 518
متر، وأنه تشكل من الثلج الذي تساقط على الأرض قبل 100 ألف سنة.
تشير أبحاث الأستاذ جرانت إلى أن الجبل
الجليدي كان يذوب بالتدريج قبل حدوث الكارثة، وأنه تحرك من مكانه الأصلي
قُبالة الساحل الجنوبي الغربي لجزيرة جرينلاند حتى وصل إلى مكان الكارثة في
سنة 1912.
استنتاجات الأستاذ جرانت جاءت بالاعتماد على
الملاحظات التي تم تدوينها في ذلك الوقت عن الجبل الجليدي والسفينة
وتيارات المحيط، بالإضافة إلى قراءات الأرصاد الجوية لسنة 1912، والتي تم
من خلالها معرفة تيارات الرياح التي كانت سائدة فوق المحيط الأطلسي، كل تلك
المعلومات والبيانات تم إدخالها إلى برنامج محاكاة محوسب، فتمكن البرنامج
من تحديد مواصفات الجبل والمكان الأصلي الذي جاء منه.
الإبتساماتإخفاء