عبادة الشيطان، أو الفنون السوداء، أو الشيطانية هي مسميات مختلفة لشيء واحد. قد يبدو الأمر مستغربًا ومستهجنًا من البعض، فكيف لهؤلاء البشر الذين فضّلهم الله على باقي المخلوقات أن يغيّبوا عقولهم، فيرفضوا حقائق متجلية أمامهم عن الخالق وعظمته. وعلى الرغم من ذلك، فإن عبادة الشياطين ممارسات فعلية وحقيقية لا نستطيع تجاهلها، فهناك معابد خاصة لها تنتشر في العالم، كما أن لها أتباعًا.
ولعل أشهرها كنيسة الشيطان التي تأسست في ستينيات القرن الماضي، والتي تعد أضخم تجمع لعبدة الشيطان في العالم. وفي المقابل هناك أيضًا مدن في العالم ارتبط اسمها بعبادة الشياطين ومنذ قديم الزمان.
تورينو، إيطاليا
هذه المدينة الصناعية التي تقع شمال إيطاليا
تعد مركزًا لواحدة من أكثر الجماعات الشيطانية ازدهارًا في أوروبا. وخلال
الثمانينيات عيّنت الكنيسة الكاثوليكية ستة أشخاص لطرد الأرواح الشريرة من
المدينة. ولسمعة المدينة وعلاقتها بالأرواح الشريرة فقد اختار صانع الأفلام
الإيطالي “داريو أرجنتو” تصوير فيلم الرعب الكلاسيكي “Deep Red” فيها.
وهناك اعتقاد أن المدينة تشكل مثلثًا سحريًا
مع مدينة لندن، وسان فرانسيسكو كنوع من القوة للسحر الأسود. ويعتقد البعض
أن أسفل مدينة تورينو يعمل الشياطين وعبدتهم معًا للحفاظ على القوة
الاقتصادية والثقافية للمدينة. وتعد إيطاليا أقل الدول الأوروبية التي
تتعامل مع اتهامات عبادة الشياطين بجدية.
بولسوفر، بريطانيا
هي مدينة تعدين سابقة تقع في مقاطعة ميدلاند
في ديربي شاير. تقدم المدينة العديد من الأشياء الجميلة كالمطاعم،
والمكتبات، وكذلك قصر بولسوفر والذي تأسس في القرن الحادي عشر الميلادي.
لكن الأهم أنها إحدى مدن عبادة الشياطين في بريطانيا.
بدأ هذا الأمر يطفو على السطح عام 2011م حين
صّرح 17 مواطنًا من أصل 76 ألف نسمة من السكان أن عبادة الشياطين هي
الديانة التي تؤمن بها هذه المدينة. كما أن مدينة بريستول بها 34 شخصًا من
عبدة الشياطين، لكن العدد أكبر في بولسوفر والتي تُعرف أنها قلب
الشيطانية في بريطانيا. لكن كنيسة الشيطان أنكرت وجود عبدة شياطين حقيقيين
في بولسوفر، وقالت أن الأمر مجرد مزحة.
أميتفيل، نيويورك
وهي مدينة صغيرة في لونج آيلاند في مقاطعة
سوفولك. وارتبطت المدينة بقصة “ديفيو جي آر” الذي قتل ستة من أفراد عائلته
ليلة الثالث عشر من نوفمبر عام 1974م، والذي ادّعى أن أيادي شيطانية سوداء،
وأصوات بلا أجساد هي التي قادته للقتل.
كما ارتبطت المدينة بقصة أخرى لقاتل آخر،
وهو “ريكي كاسو” الذي قتل صديقه وزميل دراسته عام 1984م باسم الشيطان. كان
كاسو رئيس السحرة الشيطانيين أو ما عُرف بـ “فرسان الدائرة السوداء”.
فورت توماس، كنتاكي
ارتبط الخوف في فورت توماس، في ولاية كنتاكي
بجثة وُجدت دون رأس في فبراير عام 1896م. وبعد التحقيق اكتُشف أصلًا أن
الجثة تعود لسيدة حامل تُدعى “بيرل برايان” وقد أصبحت الخبر الأول للصحف.
فلماذا عُثر على جثة هذه السيدة في كنتاكي وهي في الأصل من إنديانا؟
قتلة برايان هما “ألونزو والنج” و “سكوت
جاكسون” قاما بقتلها ضمن طقوس شيطانية. لكن هذين الشخصين رفضا أن يخبرا
الشرطة ما الذي فعلاه في رأس الضحية، حيث ادّعيا أن ذلك قد يجلب غضب
الشيطان عليهما.
سانت جيمس، نيويورك
ارتبطت لونج آيلاند في نيويورك بطقوس عبادة
الشياطين. وهربًا من صخب أكبر مدينة في الولايات المتحدة، انتقلت “جينيت
ميران” وبناتها إلى سانت جيمس في لونج آيلند عام 2006م، لكنها لم تعلم أن
هناك مأساة تنتظرها فقد تعرضت لحريق توفيت على إثره، وقد أطلقت إطفائية
نيويورك على ذلك اليوم “الأحد الأسود”.
وبعد ادعاءات برؤية رجال ملثمين وسماع أصوات
من أجساد بلا أرواح داخل المنزل، اكتشفت العائلة في طابق غير مكتمل من
المنزل مذكرات تعود لفتاة من عام 1927م تُدعى “كريستينا”. وقد تحدثت عن
قرابين الحيوانات، والاعتداء الجنسي كجزء من عبادة شيطانية في لونج آيلند!
فيكتوريا، بريتش كولومبيا
بدأ الحديث عن الطقوس الشيطانية في فيكتوريا
بعد نشر كتاب عام 1980م ” Michelle Remembers”وهو كتاب تعاونت فيه فتاة مع
طبيب نفسي. في الكتاب ادّعت “ميشيل سميث” من فيكتوريا في بريتش كولومبيا
أنها تعرّضت مع أطفال آخرين لطقوس اعتداء جنسي على يد عبدة الشيطان. وبعد
سنوات استمرت ادعاءات الاعتداء الجنسي الشيطاني، مع الخوف من أن يكون
المشتهين جنسيًا للأطفال هم العامل المساعد.
توليدو، أوهايو
ارتبطت توليدو باسم “هربرت سلوان” الذي أسس
“Our Lady of Endor Coven” عبادة شيطانية كان لها أتباع حتى وفاته في
الثمانينيات. مارس سلوان طقوس السحر الأسود خلف محل الحلاقة الخاص به، فقد
آمن بعبادة الشيطان، ويُعتقد أنه من أوائل عبدته في الولايات المتحدة، حتى
أنه سبق “أنتون ليفي” مؤسس كنيسة الشيطان بعشرين عامًا.
سان فرانسيسكو، كاليفورنيا
الشيطانية في سان فرانسيسكو ارتبطت بـ
“أنتون ليفي” مؤسس كنيسة الشيطان والمذهب الشيطاني. كان ليفي مصور مسرح
جرائم، وموسيقي قبل أن يدخل عالم عبادة الشياطين. أسس مع مجموعة صغيرة من
الأتباع كنيسة الشيطان في منزله في منطقة ريتشموند. وقد تم تصوير الطقوس
المثيرة لتبقى للأجيال القادمة. وبفضل هذه اللقطات، وصدور الإنجيل الشيطاني
عام 1969م زاد انتشار الكنيسة في الستينيات والسبعينيات، حتى أصبح لها
أتباع من مشاهير هوليوود أمثال “سامي دافيس جونيور”.
الإبتساماتإخفاء